[SIZE="6"]كفالته و نشأته ( صلى الله عليه و سلم)
كفالة جده له :
تكفل به– صلى اله عليه وسلم- جده عبد المطلب ثم مات جده وكان عمره – صلى اله عليه وسلم- ثمانى سنوات وفي هذه الأثناء توفيت أمه – صلى اله عليه وسلم- و هو في السادسة من عمره
كفالة عمه له :
تكفل به عمه أبو طالب , فرعاه و آواه و حفظه ورعاه أفضل رعاية ولم يتأخر عن مناصرته في جميع المواقف .
نشأته :
نشأ- صلى الله عليه وسلم- بمكة بعد أن أتم رضاعه في بادية بنى سعد وحفظه الله –تعالى- من أن ينال منه - صلى الله عليه وسلم- الشيطان شيئاً فلم يحضر مجالس مكة التى يوجد بها اللهو أو الشراب وإنما كان حريصا على أن يحضر مجالس الرجال من أصحاب الرأى وذوى الأخلاق الكريمة
حياته (صلى الله عليه و سلم)
قبل النبوة
رعيه للغنم :
اقتضت حكمة الله تعالى أن لا يرسل رسولاً إلا و رعى الغنم و لعلها أولى مراتب مدرسة النبوة , فالحق- سبحانه و تعالى- يدرب رُسله –عليهم السلام- على حسن السياسة في قيادة رعاياهم والصبر في إصلاح أحوالهم بالعمل في هذه المهنة التى تحتاج الى دوام المراقبة والرفق في التعامل والحماية وجمع الشمل وانتزاع روح العداوة والأثرة منها وإحلال المحبة والإيثار بين الرعية وذلك برعى الغنم أولاً , لأن الغنم مجتمع و أمة فيها القوى والضعيف و الشقى و الوديع و الصحيح والسقيم والصغير والكبير, وفي كلٍ دوافع ونوازع . فإذا ما تمكن الراعي من التوفيق بين هذه الحيوانات العجماء كان أيسر تمكنا من التوفيق بين العقلاء من بنى الإنسان على اختلاف صنوفهم و عقولهم و أفكارهم و التعامل مع كل نوع بما يناسبه , و قد رعى رسول الله الغنم مثل من سبقوه من الأنبياء
خروجه للتجارة :
عندما صار - صلى الله عليه وسلم- شاباً يافعاً , سافر مع عمه أبى طالب في رحلات تجارية إلى الشام و نظراً لأمانته و صدقه قام بعده رحلات تجارية إلى الشام ثم قام بعدها برحلات خاصة لحساب السيدة خديجة بنت خويلد , التى كرمها الله –تعالى- بان تكون زوجا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- .
صفاته - صلى الله عليه وسلم- الخِلقية والخُلُقية
نظر جابر بن سمرة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- في ليلة مقمرة، فجعل يردد بصره بينه وبين القمر، ثم قال: فإذا هو أحسن في عيني من القمر. وقد كان -صلى الله عليه وسلم- مستدير الوجه، أبيض البشرة، له شعر أسود يبلغ شحمة أذنيه، طويل شعر الأجفان، واسع العينين أكحلهما، أقنى الأنف، واسع الجبين، سهل الخدين، بين أسنانه تباعد، وفى لحيته كثافة، ليس بطويل القامة ولا قصيرها، عريض الكتفين والصدر، طويل الزند، رحب الراحة، لين الكف، له شعر دقيق كأنه القضيب، من صدره إلى سرته، ليس بالنحيف ولا السمين، إذا التفت التفت معًا، وإذا مشى أسرع كأن الأرض تطوى له دون أن يكترث، إذا سر استنار وجهه حتى كأنه القمر، وإذا غضب احمر وجهه، ونفر في جبينه عرق، كما تقول أم معبد: أجمل الناس وأبهاهم من بعيد، وأحسنهم وأحلاهم من قريب. وهو مع حسن شكله قد تم له حسن الخلق أيضًا، ويكفيه في ذلك مدح ربه تعالى له. فكان -صلى الله عليه وسلم- فصيح اللسان، بليغ القول، حليمًا كثير الاحتمال، يعفو عند المقدرة، ويصبر على المكاره، أجود الناس وأكرمهم، وأشجع الفرسان وأثبتهم، أشد حياءً من العذراء في خدرها، خافض الطرف، نظره إلى الأرض، أطول منه إلى السماء، أعدل الخلق وأعفهم، وأصدقهم لهجة، وأعظمهم أمانة، كثير التواضع بعيدًا عن التكبر، يعود المساكين، ويجالس الفقراء، ويجيب دعوة العبد، ويجلس في أصحابه كأحدهم، ثم هو أوفى الناس بالعهود، وأوصلهم للرحم، وأكثرهم شفقة ورحمة، ليس بالفاحش ولا المتفحش ولا اللعان ولا الصخاب في الأسواق، دائم الفكرة، طويل السكوت، يؤلف أصحابه ولا يفرقهم، ويحذر الناس ويحترس منهم من غير أن يطوى عن أحد منهم بشره، ولا يميز نفسه بمجلس على غيره، دائم البشر، سهل الخلق لين الجانب، ولو استفضنا في ذكر محاسن شمائله، لذهبت دون ذلك الأعمار، ونفدت السطور والأقلام - صلى الله عليه وسلم-.
ومن صفات النبي –صلى الله عليه وسلم- ما نعته به علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال لم يكن بالطويل الممغط بالغين المعجمة وفي غير هذه الرواية بالعين المهملة وذكر الأوصاف إلى آخرها وقد شرحها أبو عبيد ، فقال عن الأصمعي ، والكسائي وأبي عمرو وغير واحد قوله ليس بالطويل الممعط أي ليس بالبائن الطويل ولا القصير المتردد يعني : الذي تردد خلقه بعضه على بعض وهو مجتمع ليس بسبط الخلق يقول فليس هو كذلك ولكن ربعة بين الرجلين وهكذا صفته - صلى الله عليه وسلم - وفي حديث آخر ضرب اللحم بين الرجلين .
وقوله ليس بالمطهم قال الأصمعي : هو التام كل شيء منه على حدته فهو بارع الجمال وقال غير الأصمعي المكلثم المدور الوجه يقول ليس كذلك ولكنه مسنون وقوله : مشرب يعني الذي أشرب حمرة والأدعج العين الشديد سواد العين قال الأصمعي : الدعجة هي السواد والجليل المشاش : العظيم العظام مثل الركبتين والمرفقين والمنكبين وقوله الكتد هو الكاهل وما يليه من جسده وقوله شثن الكفين والقدمين يعني : أنهما إلى الغلظ .
وقوله ليس بالسبط ولا الجعد القطط فالقطط الشديد الجعودة مثل شعور الحبشة ، ووقع في غريب الحديث لأبي عبيد التام كل شيء منه على حدته . يقول : ليس كذلك ولكنه بارع الجمال فهذه الكلمة أعني : ليس كذلك مخلة بالشرح وقد وجدته في رواية أخرى عن أبي عبيد بإسقاط يقول كذلك ولكن على نص ذكرناه آنفا
قال ابن هشام وكانت صفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما - ذكر عمر مولى غفرة عن إبراهيم بن محمد بن علي بن أبي طالب ، قال كان علي بن أبي طالب عليه السلام إذا نعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لم يكن بالطويل الممغط ، ولا القصير المتردد وكان ربعة من القوم ، ولم يكن بالجعد القطط ولا السبط كان جعدا رجلا ، ولم يكن بالمطهم ولا المكلثم وكان أبيض مشربا ، أدعج العينين أهدب الأشفار جليل المشاش الكتد دقيق المسربة أجرد شثن الكفين والقدمين إذا مشى تقلع ، كأنما يمشي في صيب وإذا التفت التفت معا ، بين كتفيه خاتم النبوة وهو صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين أجود الناس كفا ، وأجرأ الناس صدرا ، وأصدق الناس لهجة وأوفى الناس ذمة وألينهم عريكة وأكرمهم عشرة من رآه بديهة هابه ومن خالطه أحبه يقول ناعته لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم .
[/SIZE]
:D منقول