طفلة عمرها 13 سنة تصمم برنامجًا بالإنجليزيةعن الموت
هي فعلاً طفلة في الثالثة عشرة من عمرها، عندما تشاهدها وهي أمام جهاز الكمبيوتر يتبادر إلى ذهنك أنها أمام لعبة أو برنامج الرسام، وهذا ما وقعت فيه بالفعل، فلم أُعِرْها اهتمامًا ولم يتبادر إلى ذهني أنها تفعل شيئًا إلا اللعب ولا شيءَ غيره، حتى لفت انتباهي كلمة "death" وهي تعني بالعربية الموت، فوقفت خلفها أتأمَّل ماذا تفعل، وكانت دهشتي كبيرة عندما وجدت هذه الكلمة مدخلاً لتصميم برنامج "باور بوينت" عن الموت، ووقتها فقط اكتشفت أنني لم أكن أقف أمام طفلة تلعب ولكني أمام فتاة لها هدف.
إنها أميمة حلاوة ابنة الثالثة عشرة من عمرها، فهي من مواليد 1993م وتدرس بالصف الأول الإعدادي، وهي مصرية تعيش مع والدها الدكتور حسين حلاوة الأمين العام للمجلس الأوروبي للدعوة والإفتاء في دولة إيرلندا، وقالت إنها تحب القراءة جدًّا وتأليف القصص والأشعار، وهي كغيرها من الأطفال في عمرها تمتاز بشخصية مرحة التقيت بها، وسألتها عن هذا البرنامج الذي صمَّمته باللغة الإنجليزية ولماذا قامت بذلك؟!
فقالت لي: كانت بداية تعلمي للباور بوينت في المدرسة، وكنت أقوم بعمل ملف دراسي، وبعدها فكرت بعمل شيء يخصني، ولكني لم أعرف حول ماذا سيكون، وفكرت في البداية بعمله حول إيرلندا والفتيات المسلمات فيها ومشكلاتهن، وفي نفس الوقت حدث أن توفي شابٌّ صغيرٌ فجأةً بعد أن كانت والدته تساعده على الدراسة واستأذنها في الذهاب إلى الحمام، ولمَّا تأخر ذهبت إليه ووجدته ملقًى على الأرض، ونقلوه للمستشفى وأخبرهم الطبيب أنه إن عاش سيعيش عاجزًا وقدَّر الله في نفس اليوم أن يُتوفَّى قبل الفجر بقليل.
وقتها فكرت كيف يتحدث الناس عنه بالطيب أو السيئ، وفكرت في الفتيات وكيف يمكن أن نموت فجأةً دون أن يتوقع أحد، ثم فكرت في نفسي وقلت لنفسي أخاطبها: "أميمة ستموتين مثل هذا الشاب، لقد أعطاكِ الله هذا العالم كأمانة يجب أن تحتفظي بها بنفس الحال التي استلمتيها عليه".
وشرد ذهن أميمة لدقائق ثم عادت لتستكمل: في نفس الوقت وجدت كتابًا في غرفة والدتي يسمَّى (الوقت في حياة المسلم) للدكتور يوسف القرضاوي فبدأت بقراءته وتجميع أفكار منه في عقلي، إلى أن انتهيت من الكتاب، وبعدها بفترة قررت عمل هذا الموضوع.
* ومتي بدأ عملك في الملف؟
** بعد قراءتي للكتاب وحدوث حالة الوفاة لذلك الفتي بدأت بتصميم ما فكرت فيه وما خرجت به من أفكار.
* هل قام والدك ووالدتك بمساعدتك في تصميم الملف؟
** حتى كتابتي لأربع صفحات لم يكن أحد يعرف بما أقوم به ثم عرضته على والدي ففرح جدًّا، وطلب مني أن أكمله، حتى إنه جعلني أشعر وكأنها رسالة ماجستير، وأخبرني أنه سيُريها لكل مَن يعرفه، وهو ما جعلني أكمل الملف.
* نظرًا لصغر سنك وعدم قيام أحد بمساعدتك هل وجدتِ صعوبةً وأنتِ تبحثين عن الأحاديث النبوية والآيات القرآنية المتعلقة بالموضوع؟
** بعد أن قرأت كتاب (الوقت هو الحياة) أعدته لي والدتي وقد حرصت وأنا أقرأ الكتاب أن أحفظ أكثر من حديث فيه، وعند كتابتي للموضوع وضعت ما تذكرته، سواءٌ من كتاب الوقت أو من غيره.
* هل من الممكن أن تقدمي لي عرضًا عن البرنامج؟!
** البرنامج يشتمل على تسع صفحات عرض، وهي كالتالي:
- تشتمل الصفحة الأولى على عنوان الموضوع.
- أما الثانية فعلى أهمية الوقت في حياتنا.
- الثالثة تذكرة بنهايتنا وما سنصل إليه.
- الرابعة والخامسة عن الأسئلة التي لا يهتم أحد بطرحها على نفسه وجوابها.
- السادسة أن الإنسان يمكن أن يصنع التغير في حياته بعمل أشياء بسيطة جدًا.
- السابعة تتكون مما قد نصل إليه في دقائق.
- الثامنة والتاسعة خاصة لذوي الأمراض؛ ليعلموا فيها كمْ يحبه الله سبحانه وتعالى.
- العاشرة هي عن المكان الذي أحب أن أرى فيه كل مسلم.
- الحادية عشرة والثانية عشرة نصيحتي التي أردت دائمًا أن أقولها للفتيات من حولي.
- وأخيرًا ما قد يحدث لنا بعد الموت من جنة أو نار فهي تحذيرٌ للجميع.
* أخبرتيني أنكِ قرأتِ كتاب (الوقت هو الحياة) فهل كنت تقرئينه باللغة العربية أو الإنجليزية؟
** قرأته بالعربية.
**وهل فهمتِ موضوع الكتاب كله؟
** بالطبع وقد أحببته جدًّا، فهو مكتوب بلغة عربية سهلة ومبسطة.
**هل تفكرين في عمل شيء آخر قريبًا؟
** نعم ربما، ولكني أبحث عن موضوع مفيد، ولقد خطر ببالي أن يكون عن يوم الحساب ( يوم القيامة )