كيف يعلم الرسول الناس

ينبغى أن يكون المسلم هينا لينا مع الآخرين رفيقا بهم إذا أراد
أن يرشدهم ويعلمهم خاصة إذا فعل لأحدهم شيئا يدل على
قلة علمه وعدم درايته ببعض أمور دينه .
فإذا كنت فى المسجد مثلاً ورأيت خطأ قد صدر من أحد
المصلين فينبغى أن تقترب منه فى ود وتنصحه برفق وتوجه إليه
ملاحظاتك بكياسة ولباقة حتى يطمئن لك ويزداد حبه لبيوت الله
فلا ينفر منها بسبب سلوك بعض روادها.

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خير معلم للناس من حوله
فقد وقف المسلمون ذات يوم للصلاة خلفه فعطس أحدهم أثناء
الصلاة وكان من بين المصلين رجل حديث عهد بالإسلام أسمه
معاويه بن الحكم السلمى قال معاوية للذى عطس :
يرحمك الله
لم يكن يعرف أنه لا يجوز تشميت العاطس أثناء الصلاة.

فلما سمعه الناس يقول ذلك رموه بأبصارهم لعله يدرك خطأه
ولكنه فعل ما هو أكثر من ذلك فقد ظهرت عليه علامات الدهشة
وقال للمصلين من حوله لماذا تنظرون إلى هكذا ؟

أراد الصحابة ان ينبهوه فأخذوا يضربون بايديهم على أفخاذهم
لكى يصمت ويكف عن الكلام حتى أدرك أن أمراً قد حدث فصمت
ولكنه لم يكن يعرف حقيقة الأمر ،

فماذا قال له رسول الله صلى
الله عليه وسلم وكيف علمه وأرشده بعد الصلاة؟

روى معاوية ما حدث فقال ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن
تعليما منه فوالله ما نهرنى ولا ضربنى ولا شتمنى ولكنه قال:

[إن هذه الصلاة لايصلح فيها شئ من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القران]

لذا علينا أن نقتدى فى ذلك برسول الله
صلى الله عليه وسلم

جزاك الله خيرا